احرق مسلحون مجهولون يوم امس الجمعة، مبنى اذاعة راديو دجلة بالكامل، جاء ذلك بعد اقل من ثمانية واربعين ساعة على الهجوم الذي شنه المسلحون على مبنى الاذاعة.
مدير غرفة الاخبار في الاذاعة ابلغ مرصد الحريات الصحفية مساء يوم امس الجمعة ان مبنى اذاعتهم قد حرق بالكامل من قبل مسلحين مجهولين استخدموا في احراقه مواد شديدة الانفجار واخرى سريعة الاحتراق.
وكان مبنى الاذاعة يحتوى عند احراقه على كافة اجهزة البث والمرسلات واجهزةاخرى، التى لم يتبقى شياءا يذكر منها بعد تعرض المبنى للسلب والنهب والحرق، ماادى تدميره بالكامل.
وكان عدد من منتسبي راديو دجلة اكدوا لمرصد الحريات الصحفية ان القوات الامنية تقاعست عن صد الهجوم على مبنى اذاعتهم، بينما ابلغت ادارة الاذاعة مرصد الحريات الصحفية، انها وقبيل الهجوم بعدة ساعات كانت قد اتصلت بالقوات الامنية، وطلبت منهم توفير الحماية اللازمة، وابلغوهم ان اربعة منمنتسبيهم تعرضوا لمحاولة اختطاف، الا انهم تمكنوا من الهرب من المسلحين، ودخلوا مبنى الاذاعة، وهو الامر الذي جعل المسلحين يعدون العدة للهجوم عليهم.
ادارة الاذاعة اتصلت هاتفيا بمسؤولين عسكرين مشرفين على خطة فرض القانون، وبينوا لهم حجم الخطر الذي يحط بهم في وقتها، ووعدتهم القوات بانها سوف ترسل لهم الحماية اللازمة.
وبعد ساعات قليلة، هاجمت الجماعة المسلحة، مبني الاذاعة مستخدمة اسلحة متنوعة منها القنابل اليدوية و القذائف الصاروخية والعبوات الناسفة، اضافة الى البنادقة الرشاشة في تنفيذ هجومها، وابدى الحراس الامنيين للاذاعة مقاومة وصفت من قبل الادارة بالشرسة ضدهم، حتى ان الادارة عاودت الاتصال بالاجهزة الامنية وابلغتهم ان راديو دجلة يتعرض لهجوم من قبل مجاميع مسلحة عديدة يصل عددها الى مائة مسلح، كانوا يستقلون نحو عشرين سيارة مختلفة النوع والحجم من ضمنها اربعة سيارات نوع بيكب محملة باسلحة البي كي سي التى استخدمت للهجوم على مبنى الاذاعة، ما حذا بالعاملين في الراديو الى طالب النجدة من القوات الامنية لكن دون جدوى.
وبعد نحو نصف ساعة من المواجهات التي غابت عنها السلاح الحكومي، ووصلتقوات الجيش بعد ساعة من نهاية المواجهات، على الرغم من تواجد بعض نقاطها العسكرية في اماكن قريبة لا يتجاوز بعدها النصف كيلو متر عن مبنى الاذاعة في حي الجامعة غرب بغداد.
مدير غرفة الاخبار اكد لمرصد الحريات الصحفية، ان رد الهجوم جاء بمشاركة كافة المنتسبين من مذيعين اخباريين ومقدمي البرامج والمراسلين والمخرجين اضافة الى الحراس الامنيين وهم من تصدوا ودافعوا عن مبنى اذاعتهم، مشيرا الى انهذه العملية كانت دفاعا عن الحريات الصحفية التي يخطط، لاجهاضها وتكميم الاصوات الحرة لها.
الهجوم الذي تعرضت له اذعة دجلة، اداى الى مقتل امر الحراس عادل البدري وجرح اثنين اخرين من الحراس، كما اسفر عن تدمير ونهب وسلب واحراق كامل للمبنى و كافة الاجهزة والمعدات الفنية، ويبين هذا الهجوم مدى التهاون الذي ابدته القوات الامنية وتقاعسها في صده، والتي لم توفر الحماية المسبقة تجنبا لوقوعه.
مرصد الحريات الصحفية يطالب بتحديد الجهات التي يجب ان تتحمل مسؤولية هذا الاستهداف غير المسبوق للعاملين في حقول الصحافة والاعلام، اذ من غير المعقول ان تتنصل القوات الامنية والنظامية من فداحة هذه المسؤولية، وتقوم بتسجيل هذه الجريمة ضد مجاميع ارهابية او مليشيات او مسلحين مجهولين لا يمكن الوصول اليهم او التعرف عليهم، فضلا عن ان اولئك المسلحين ما كانوا ليرتكبوا جريمتهم هذه لو لم تهيأ الاجواء والمناخات السياسية والامنية المناسبة لهم، ويطالب المرصد الحكومة العراقية اتخاذ كل ما يلزم من اجراءات حمائية تضمن سلامة الصحفيين، وتوضيح رسمي حول ما جرى لاذاعة راديو دجلة.